الإمبراطورية (Empire)
عند التحدّث عن الإمبراطورية المتعلقة بالعولمة فلا يقصد بها عادة إمبراطوريات العصر الإستعماري، فبينما يتصل هذا الاستخدام في الواقع بالجدل حول الإمبريالية الثقافية والاستغلال رأس المالي، يتصل هذا النوع من الإمبراطورية بظهور الدول القومية، وبالرغم من أن بعض المناقشات تؤكد عكس ذلك، يدافع مؤيدو هذا الاستخدام أنّ الدول القومية لا تزال حية وبحالة جيدة، والسؤال هو ما مدى القوة بيديها ومَن سيستحوز على الباقي.
ويأتي هذا المفهوم عن الإمبراطورية تحديداً في كتاب يحمل ذات الإسم لهاردت ونيجري (Hardt and Negri, 2000)، فبالنسبة إلى هاردت ونيجري تعد الإمبراطورية نظاماً اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً عالمياً وجديداً. فهي واحدة لا مركز لحكمها، فبينما يتقبلان قوة الولايات المتحدة على سبيل المثال يشيران كذلك إلى المؤسسات العالمية والأمم والكيانات متعددة الجنسيات وكأنها تحتل قوة في هذا النظام الجديد، فلا تعد الإمبراطورية نظاماً سوف ينهض، ولكن يعدّانها امبراطورية وصفية. وهذا لا يعني أنه لا توجد إشارات ضمنية، أو دعاوى، للنشاط المستقبلي. وتعد واحدة فقط من بين مجموعات القوة هي النسبة الأكبر "الجماهير"، ويمكن تصور "الجماهير" كإعادة لإعمال فكرة "الطبقة العاملة" التي يعتقد البعض أنها قد اندثرت، ويمكن أن تبنى الصلة على الأقل على أساس أن الإمبراطورية يعتقد أنها تتعلق بما بعد الماركسية.
وبالرغم من أن الرأسمالية المعاصرة تبدو صامدة أمام التحدي اللانظامي، يعتقد أن الإمبراطروية معرضة في جميع المواقف للعديد من أشكال المقاومة. ومثل هذه الإمبراطورية تطرح احتمالات للتغيير الثوري والتحرير. ويرى هاردت ونيجري أن الاتصال، وجهاً لوجه وتم تسهيله بواسطة التكنولوجيا، شيء جوهري بالنسبة إلى الجماهير وإلى القوى المتحدية.